بعد الخسارة في النهائي مبابي يغرد (سنعود ) وبنزيما يقطع التواصل مع المدرب الفرنسي


رغم خيبة أمل فرنسا بعد الهزيمة بركلات الترجيح أمام الأرجنتين بنهائي كأس العالم في قطر 2022، فإن عبقرية نجمها كيليان مبابي والمواهب العديدة الموجودة بتشكيلتها، تؤكد أن الكرة الفرنسية ينتظرها مستقبل مشرق. وبدأت فرنسا النهائيات في قطر محرومة من جهود كريم بنزيمة، الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم، ثم خسرت الظهير الأيسر لوكا هرنانديز في أول مباراة، ورغم ذلك وصلت إلى المباراة النهائية حيث خسرت 4-2 بركلات الترجيح، بعد التعادل 3-3 في مواجهة مثيرة مع رفاق ليونيل ميسي ، وأحرز مبابي -الذي سيكمل عامه 24 غدًا الثلاثاء- جميع أهداف فرنسا الثلاثة، ليرفع رصيده خلال نسختين إلى 12 هدفًا ، وجاءت جميع أهداف مبابي بعد أن أشرك مدرب فرنسا ديدييه ديشامب كلًا من راندال كولو مواني (24 عامًا)، وماركوس تورام (25 عامًا)، وإدواردو كامافينغا (20 عامًا)، وكينغسلي كومان (26 عامًا) في المباراة.


وقال ديشامب "هذا المنتخب الفرنسي يملك رصيدًا كبيرًا من المواهب. قبل البطولة كان لدينا الكثير من اللاعبين الذين لا تتوفر لديهم خبرة كبيرة، وأثبتوا أن بوسعهم اللعب على أعلى مستوى. هناك آخرون -أيضًا- غير موجودين هنا، لكنهم جميعًا سيكون بمقدورهم المشاركة في البطولات المقبلة" ، وأضاف "دائمًا نكون بحاجة إلى قادة من أصحاب الخبرة في الفريق، ليكونوا قدوة ومثالًا للاعبين الشبان، لكن المخزون كبير" ، وأكّد ديشامب أن الفكر الجماعي الذي أدّى دورًا فاعلًا في مسيرة الفريق في نهائيات قطر، سيكون عنصرًا مهمًا بقدر أهمية المواهب في الفريق ، وربما سيكون بوسع فرنسا الاعتماد على أنطوان غريزمان (31 عامًا)، ليكون حلقة الوصل بين الأجيال ، وقال ديشامب عن ذلك "بعض اللاعبين شاركوا في نهائي بطولة أوروبا 2016 وفازوا بكأس العالم 2018. هؤلاء سيجلبون خبرتهم. النضح عامل مهم".




وأوضح "لكن من خلال التوازن الجيد سيرفع بعض اللاعبين الشبان مستواهم، تمامًا كما فعل بعض اللاعبين قبل 4 أعوام وكما فعل بعضهم خلال كأس العالم الحالية" ، وبالتأكيد يشعر المدرب ديشامب بالسعادة بالأداء الكبير الذي قدّمه لاعبا خط الوسط أوريلين تشواميني وأدريان رابيو، وكذلك قلب الدفاع دايو أوباميكانو وزميله إبراهيما كوناتي ، كتب المهاجم الفرنسي كيليان مبابي -الذي ظهر عليه الحزن الشديد بعد خسارة لقب مونديال قطر- عبر حسابه على تويتر كلمة "سنعود"، في تعليقه الأول غداة خسارة منتخب "الديوك" نهائي مونديال قطر لكرة القدم أمام الأرجنتين، بركلات الترجيح 4-2 بعد تعادلهما 3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي ، وأرفق مبابي رسالته بصورة له يبدو فيها حزينًا ويحمل جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف (8)، إضافة إلى العلم الفرنسي، ورمز تعبيري لأيادٍ مشبوكة ، وبدت خيبة الأمل واضحة على مهاجم باريس سان جيرمان، في حين كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحاول مواساته بعد الخسارة على ملعب لوسيل في العاصمة القطرية الدوحة.




في المقابل، نشر الحساب الرسمي للمنتخب الفرنسي على تويتر عبارة حزينة تلخص ما يمرّ به اللاعبون والطاقم التدريبي مفادها "الاستيقاظ صعب"، وحثّ المؤيدين على "بعث رسائل دعم" إليهم من ناحيته، بعث المهاجم ماركوس تورام رسالة بقلب مكسور، مرفقة بصورة ينظر فيها بحزن إلى الكأس الذهبية التي أخفق المنتخب الفرنسي في الاحتفاظ بها لأربع سنوات جديدة بعد التتويج بمونديال روسيا 2018. وقال قائد المنتخب الفرنسي حارس المرمى هوجو لوريس إن فريقه يمرّ بما يشبه مرحلة تحوّل إذ "لا توجد كلمات تكفي لتخفيف الألم الذي نشعر به، لكن هذه البطولة ستفيدنا في المستقبل". وأضاف "إنه نوع من التحوّل من جيل يقترب من نهاية مسيرته إلى جيل جديد بقيادة كيليان، الذي أظهر مدى قدرته على القيادة على مستوى البطولة، وفي المباراة النهائية". وتابع الحارس الفرنسي "علينا الحفاظ على المستوى الحالي للمنتخب الفرنسي، الذي يملك حاليًا أفضل اللاعبين على المستويين العالمي والأوروبي". سيكون المهاجم كريم بنزيمة من أبرز الغائبين عن المشهد الختامي لكأس العالم 2022 بعد رفضه حضور النهائي الذي سيجمع اليوم الأحد منتخبه فرنسا أمام الأرجنتين في ملعب لوسيل. وغادر بنزيمة معسكر المنتخب الفرنسي قبل يوم من بداية كأس العالم بسبب إصابة عضلية، وتردد اسمه كثيرا في الأيام الماضية بعد تعافيه من الإصابة وعودته لتدريبات نادي ريال مدريد، وطرح البعض فرضية عودته للمنتخب للمشاركة في النهائي إذ إن اسمه مدرج في قائمة الفريق ولم يتم تعويضه بلاعب آخر.




غير أن المدرب ديديه ديشامب أغلق الباب أمام أي عودة محتملة، وقال في مؤتمر صحفي أمس السبت "أعلم أن هناك بعض اللاعبين أصيبوا، كريم بنزيمة من بينهم، لوكاس هيرنانديز أصيب في المباراة الأولى، ومنذ تلك اللحظة لدي 24 لاعبا في فريقي". وأضاف "هناك لاعبون تحت تصرفي. لذلك، لا أعتقد أن من العدل مع هؤلاء اللاعبين السؤال عن لاعب غير موجود. لست مسؤولا عمن سيحضر لمشاهدة اللقاء، سواء كانوا لاعبين سابقين أو مصابين؛ الأمر ليس له علاقة بي. أركز على فريقي واللاعبين المتاحين، فقدت هؤلاء اللاعبين من فريقي رغم أنهم كانوا ضمن التشكيلة الأساسية". وذكرت تقارير إعلامية فرنسية أن بنزيمة رفض السفر إلى قطر برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وجه الدعوة لعدد من النجوم السابقين وبعض اللاعبين الذين حرمتهم الإصابة من المشاركة مع منتخب "الديوك" لمرافقته في الطائرة الرئاسية لحضور نهائي المونديال. وأثار بنزيمة التكهنات بشأن أسباب رفضه السفر لحضور النهائي عبر صورة نشرها بحسابه في منصة إنستغرام وأرفقها بعابرة "غير مهتم". وأوردت صحيفة "ليكيب" (L’Équipe) معلومات عن انقطاع خطوط التواصل بين بنزيمة والمدرب ديشامب منذ مغادرته بسبب الإصابة، وقالت إن اللاعب والمقربين منه غاضبون من طريقة تعامل الطاقم الطبي للمنتخب الفرنسي مع إصابته.


وأشارت الصحيفة إلى أن بنزيمة (34 عاما) كان يرغب في البقاء مع المنتخب للعلاج والحفاظ على فرص المشاركة في آخر كأس للعالم في مسيرته، وفوجئ بعدم استدعاء لاعب بديل بعد مغادرته معسكر المنتخب. وكان بنزيمة قد كتب بعد إعلان إصابته "لم أستسلم أبدا في حياتي، ولكن الليلة يجب أن أفكر في الفريق كما كنت أفعل دوما، لذا فإن الأسباب تحثني على ترك مكاني لشخص يمكنه مساعدة فريقنا على خوض كأس عالم رائع، شكرا على كل رسائل الدعم التي قدمتموها". يذكر أن بنزيمة سيحصل على ميدالية ويكتب اسمه ضمن المتوّجين بكأس العالم في حال فوز فرنسا على الأرجنتين اليوم، لأن اسمه مدرج ضمن قائمة 26 لاعبا التي قدمها الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لنظيره الدولي (فيفا) قبل بداية البطولة، ولم يستبدل بلاعب آخر.